وفي (كتاب الأربعين المنتقى من مناقب المرتضى) لأبي الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني (بسنده المذكور)، عن سعد بن أبي وقّاص ـ في حديث قال: ـ
(... ولمّا نزلت هذه الآية ـ ندع أبناءنا وأبناءكم ـ دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: اللّهم هؤلاء أهلي...)(66). ـ
وأخرجه أيضاً مع تفاوت في بعض الجمل، واتفاق في أصل المعنى كلٌّ من:
علاّمة الشوافع، ابن حجر العسقلاني في الإصابة(67).
والحافظ أبو نعيم الإصبهاني، في دلائل النبوّة، ذكر ذلك من حديث ابن عباس(68).
والحاكم النيسابوري، في كتابه معرفة علوم الحديث(69).
(وممّن) نقل ذلك أيضاً أبو حيّان الأندلسي في تفسيره الكبير قال:
(وفسّر على هذا الوجه الأبناء بالحسن والحسين، وبنسائه فاطمة، والأنفس بعلي... لمّا نزلت هذه الآية دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: اللّهم هؤلاء أهلي...)(70).
ونقله بنصّه في تفسيره المختصر (النهر الماد من البحر)(71).
ولعلّك لا تجد تفسيراً للقرآن الحكيم، أو كتاباً في الحديث النبوي، أو تاريخاًـ إلاّ النادر النادر ـ لا يحتوي على ذكر هذه القصّة، واختصاصها بالنبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليه وعليهم الصلاة والسلام).
(إِنَّ أَوْلَى النّاس بِإبراهيم لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).
آل عمران/ 68.
أخرج أبو العباس القلقشندي (الشافعي) في موسوعته الكبيرة (صبح الأعشى) رسالة لأمير المؤمنين (عليه السلام) جواباً إلى معاوية بن أبي سفيان، يذكر فيها بعض فضائله وفضائل أهل البيت (عليهم السلام) ومقابلها من رذائل معاوية ورذائل بني أُمية. وهي رسالة مطولة وقد جاء فيها:
(وكتاب الله يجمع لنا ما شذَّ عنا، وهو قوله سبحانه تعالى:
(وَأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ).
وقوله تعالى:
(إِنَّ أَوْلَى النّاس بِإبراهيم لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).
فنحن مرة أولى بالقرابة، وتارة أولى بالطاعة)(72).
(أقول) أورد هذه الرسالة الشريف الرضي ـ رضوان الله عليه ـ في (نهج البلاغة) ولكن حيث التزمنا في هذا الكتاب النقل عن مصادر غير الشيعة نقلناها عن صبح الأعشى.
ونقلها أيضاً عبد الحميد، بن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج(73).
وممن نقل هذه الرسالة أيضا،ً شهاب الدين النويري في نهاية الأدب(74).
(ونقلها) قبل هؤلاء جميعاً، أبو محمد أحمد بن أعثم الكوفي، في كتاب الفتوح(75).
ولا يخفى أنَّ هذه الكتب نقلت الرسالة ببعض اختلاف في الألفاظ، أو في بعض الجمل، أو بزيادة أو نقصان.
وأخرج نور الدين، علي بن إبراهيم الحلبي (الشافعي) في سيرته المسمّاة بـ (إنسان العيون في سيرة الأمين والمأمون) عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أنّه قال:
(عليٌّ منّي مثل رأسي من بدني)(76).
(أقول) الظاهر أنّ هذا بمعنى عدم المفارقة بينهما، كما أنّه لا يفارق الرأس البدن، وإلاّ زالت الحياة، وهذا كما ورد في الحديث الشريف من أنّ (الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد) بمعنى أنّ الإيمان بلا صبر، والصبر بلا إيمان لا يستقيم، لا أنّ معناه أنّ أهم جزء في الإيمان هو الصبر.
وهذا هو في المعنى نظير الحديث الذي رواه (العالم الشافعي) الكنجي، عن سلمان قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يقول:
كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله، مطيعاً يسبح الله ذلك النّور ويقدّسه، قبل أنْ يُخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم ركز ذلك النّور في صلبه، فلم يزل في شيء واحد حتى افترقا في صلب عبد المطلب، فجزءٌ أنا وجزءٌ علي(77).
التتمة
--------------------------------------------------------------------------------
(1). الإصابة في تمييز الصحابة/ ج1/ ص22.
(2). كنز العمال/ ج6/ ص390-391.
(3). ينابيع الموّدة/ ص521.
(4). شواهد التنزيل/ ج1/ ص29.
(5). ينابيع الموّدة/ ص73.
(6). تفسير فرات الحديث/ 30/ ص9/ طبع النجف الأشرف.
(7). المناقب المائة/ المنقبة الواحدة والثلاثون/ ص20-21.
(
. المناقب لابن المغازلي/ ص112.
(9). المناقب للخوارزمي/ ص246.
(10). فرائد السمطين/ الباب 58.
(11). الصواعق المحرقة/ ص75و93.
(12). ميزان الاعتدال للذهبي/ ج1/ ص205.
(13). الاستيعاب (بهامش الإصابة) ج3/ ص35.
(14). كفاية الطالب/ ص242.
(15). خصائص أمير المؤمنين للنسائي/ ص40.
(16). كفاية الطالب/ ص175.
(17). المستدرك على الصحيحين/ ج2/ ص148.
(18). مسند ابن حنبل/ ج6/ ص289.
(19). مسند أبي داود/ ج3/ ص90.
(20). الإصابة/ ج1/ القسم الرابع/ ص125.
(21). الإمامة والسياسة/ ج2/ ص106.
(22). أعلام النساء/ ج2/ ص261.
(23). النهاية في غريب الحديث/ ج1/ ص89.
(24). صحيح مسلم/ ج4/ ص2235.
(25). كفاية الطالب/ ص174.
(26). كتاب الأربعين المنتقى (المخطوط) الحديث (49).
(27). شواهد التنزيل/ ج1/ ص117.
(28). شواهد التنزيل/ ج1/ ص433-434.
(29). شواهد التنزيل/ ج1/ ص118-119.
(30). تفسير البيضاوي/ سورة آل عمران/ الآية (37).
(31). ذخائر العقبى/ ص45.
(32). كفاية الطالب/ ص367-369.
(33). شواهد التنزيل/ ج1/ ص58.
(34). غاية المرام/ ص326.
(35). عيون التفاسير المعروف بـ(تفسير الشيخ). الصفحة الثانية/ الورقة 67.
(36). سواطع الإلهام المخطوط/ لا أرقام لصفحاته.
(37). روح البيان/ ص1/ الورقة 117.
(38). تفسير الجلالين / ج1/ ص283 ـ بهامش الفتوحات الإلهية.
(39). جامع البيان في تفسير القرآن/ ج3/ ص213.
(40). تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان (بهامش تفسير الطبري) / ج3/ ص213.
(41). مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ ج1/ ص221.
(42). تفسير المراغي/ ج3/ ص171.
(43). التفسير الواضح/ ج3/ ص58.
(44). الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية/ 1/ ص283.
(45). زاد المسير في علم التفسير/ ص399.
(46). بتعبير الرحمان، وتيسير المنان/ ج1/ ص114.
(47). تاج التفاسير/ ج1/ ص61.
(48). فتح القدير/ ج1/ ص316.
(49). التسهيل لعلوم التنزيل/ ج1/ ص109.
(50). تفسير أبي السعود/ ج1/ ص244.
(51). تفسير مراح لبيد/ ج1/ 102.
(52). تفسير القرآن العزيز/ ج1/ ص102.
(53). معترك الأقران/ ص562.
(54). معالم التنزيل/ ص63.
(55). تفسير الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية/ ج1/ ص112.
(56). تفسير القرآن الحكيم/ ج3/ ص322.
(57). تاريخ دمشق/ ج38/ ص39 الحديث 1131.
(58). الدّر المنثور/ ج4/ ص38.
(59). لباب النقول/ ص75.
(60). صحيح مسلم/ ج7/ ص120.
(61). صحيح الترمذي/ ج4/ ص293.
(62). أحمد بن حنبل/ ج1/ ص185.
(63). سنن البيهقي/ ج7/ ص63.
(64). المستدرك على الصحيحين/ ج3/ ص150.
(65). تفسير التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء/ عند تفسير سورة آل عمران.
(66). كتاب الأربعين المنتقى مخطوط/ الحديث (54).
(67). الإصابة في تمييز الصحابة/ ج2/ ص503.
(68). دلائل النبوة/ ص298.
(69). معرفة علوم الحديث/ ص50.
(70). تفسير البحر المحيط/ ج2/ ص497.
(71). تفسير النهر الماد من البحر ـ هامش البحر المحيط ـ / ص497.
(72). صبح الأعشى/ ج1/ ص229.
(73). شرح نهج البلاغة/ طبع بيروت في أربعة مجلدات/ ج3/ ص447.
(74). نهاية الأدب/ ج7/ ص233.
(75). كتاب الفتوح/ ج2/ ص961.
(76). السير الحلبية/ ج1/ ص34.
(77). كفاية الطالب/ ص176.
أسألكم الدعاء
أخوكم
الفــــــــــــــــــــهداوي